(حيفا) - توجه مئات الشباب والشابات من حيفا والمناطق المجاورة إلى مراكز التجنيد هذا الأسبوع، ضمن جولة آذار/مارس 2025.
في خضم فترة أمنية معقدة، فترة الحرب وعدم اليقين، وفي ظل نقاش حاد يدور في المجتمع الإسرائيلي في الخلفية حول جهود المتشددين الدينيين لدفع قانون التهرب من الخدمة العسكرية، يغادر شبابنا منازلهم ويدخلون أبواب الخدمة العسكرية، مشبعين بمهمة، ورغبة في المساهمة بدورهم في الدفاع عن دولة إسرائيل، مع المخاطرة بحياتهم.

زيادة الدافع للخدمة في وحدات الخطوط الأمامية
أعلنت قوات المدرعات هذا الأسبوع عن زيادة كبيرة في الدافع للخدمة كجندي. ويمثل التعبير العددي لهذا الدافع نسبة تجنيد قدرها 140% لكل جندي مقارنة بعدد المعايير المطلوبة في هذه الدورة. ويبرز سلاح المدرعات في الحرب في غزة ولبنان وسوريا وحتى الضفة الغربية، حيث تصل الدبابات إلى كل مكان وتحمل معها قوة نيران هائلة في المعركة البرية. وأفاد جنود المشاة بأنهم شعروا بقدر كبير من الأمان عندما كانت الدبابات إلى جانبهم.
ويبرز سلاح الهندسة في التعامل مع أنفاق حماس وحزب الله، وقد طور مقاتلوه أساليب المناورة تحت الأرض، وهي أساليب تدرس اليوم لدى الجيوش الصديقة في أنحاء العالم.

بداية رحلة القيم والمساهمة الوطنية
في ساعات الصباح الباكر، وصل المجندون الجدد برفقة عائلاتهم، عازمين على الشروع في رحلة من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على هوياتهم البالغة. إن الخدمة العسكرية بالنسبة لهم ليست مجرد واجب، بل هي حق.
ويختار هؤلاء الشباب تكريس السنوات الأولى من حياتهم للدفاع عن الوطن، وهي مساهمة لا يمكن اعتبارها أمراً مسلماً به في مجتمع حر وديمقراطي. وبالنسبة للعديد منهم، يعد الاندماج في ثقافة المسؤولية والتفاني والالتزام بقيم الخير والإخلاص في الواجب وحب الوطن خياراً واعياً.

الخطوات الأولى على طريق المحاربين
عند نقطة الاستقبال، وقبل الصعود إلى الحافلات مباشرة، كان بإمكانك رؤية الشباب يحملون حقائبهم الثقيلة على أكتافهم، وينظرون إلى الأمام، مستعدين لما هو آت.
ينتظر الأهل على الهامش، ويرافقون أطفالهم في خطواتهم الأولى كمحاربين في المستقبل.
أولئك الذين التحقوا هذا الأسبوع، في نهاية شهر مارس، انضموا إلى فيلق الهندسة المدرعة والقتال - جنود قتاليون يتطلبون الثبات والانضباط العالي والاستعداد للمخاطرة بحياتهم من أجل قضية أعظم من الفرد.
وسيكون التدريب الذي سيخضعون له في الأشهر المقبلة صعبا ومليئا بالتحديات، لكن من يكمله بنجاح سيتم دمجه كجزء من نظام الدفاع لدولة إسرائيل.

تجربة تكوينية للجيل القادم من القادة
إن الخدمة العسكرية ليست مجرد إطار أمني، بل هي فرصة للتطوير الشخصي والقيادي.
وسيكون الشباب على وشك التعرض لعالم القيادة، واتخاذ القرار تحت الضغط، والتعاون في الفرق، والتعلم المستمر في الميدان. وفي بعض الأحيان، قد يُطلب منهم العمل في ظروف معقدة وخطيرة، وتحمل المسؤولية عن أفراد وحدتهم وحياة المدنيين. وستظل هذه التجارب ترافقهم حتى بعد سنوات من إطلاق سراحهم، وستؤثر على كيفية عملهم كمواطنين وقادة في المجتمع المدني.
الشراكة الاجتماعية في الزي الرسمي
يواصل جيش الدفاع الإسرائيلي العمل كمحرك موحد للمجتمع الإسرائيلي - وهو المكان الذي يجتمع فيه الشباب من جميع أنحاء البلاد، ومن جميع القطاعات والثقافات، ويعملون جنبًا إلى جنب في مهمة مشتركة.
إن الخدمة جنبًا إلى جنب مع الشباب من خلفيات مختلفة تجعل المجندين أكثر اطلاعًا على النسيج المعقد للمجتمع الإسرائيلي، وتعزز الشعور بالشراكة والمسؤولية المتبادلة. وهذا أحد التعبيرات الأكثر وضوحا عن التضامن الإسرائيلي ــ الجنود الذين يعملون معا، كجزء من نظام الدفاع الوطني، في حين أنهم على استعداد للتضحية بالراحة الشخصية من أجل الصالح العام.
مهمة شخصية كجزء من الجدار الواقي لشعب إسرائيل
إن الشباب الذين يذهبون إلى الخدمة ينظرون إليها كرسالة - مساهمة شخصية مباشرة في الجدار الدفاعي لدولة إسرائيل.
وخاصة في هذه الأيام من الحرب الدموية، فإنهم يدركون أن الدفاع عن الوطن له ثمن، قد يكون باهظًا في بعض الأحيان، ولكنهم يختارون تحمله بكل فخر.
إن الخدمة في جيش الدفاع الإسرائيلي، وخاصة في الوحدات القتالية، ليست مجرد تحد جسدي، بل هي تحد أخلاقي وعقلى. ويطلب منهم التمسك بمبادئ الشجاعة والمبادرة والانضباط الذاتي والولاء. وهذه واحدة من الطرق الأكثر وضوحا التي يدرك بها الشباب في إسرائيل قيمهم ويعبرون عن ولائهم لزملائهم في الفريق والدولة وشعب إسرائيل.
ما علاقة الرد على النداء الوطني؟
مقالة مؤثرة إلى حد البكاء.
شكر