(حاي پو) - وافقت لجنة التسمية في بلدية حيفا بالإجماع على التوصية بإطلاق اسم الشاعرة والكاتبة والمربية هناء أبو هناء (أبو علمين).
جاء القرار بعد مرور ثلاث سنوات على رحيل الكاتب الكبير (1928-2022)، وبالتنسيق مع عائلته، تم اختيار ساحة في شارع اللنبي، بالقرب من شارع يتسحاق ساديه، لتخليد ذكراه. ويضم الموقع مدرسة ثانوية عربية أرثوذكسية، كانت تحت إدارة أبو حنا حتى عام 1987. ومن المتوقع أن يتم تقديم التوصية إلى مجلس المدينة للموافقة عليها في الأسابيع المقبلة.

رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وعضو المجلس رجا زعترة وأشاد بقرار لجنة التسمية التي كان المهندس وليد كركبي عضواً فيها، وأكد على أهمية تخليد أسماء الشخصيات العربية البارزة في مجالات الأدب والثقافة والسياسة.
زعاترة: "حنا أبو حنا يمثل ثقافة المقاومة والصمود والتمسك بتراب الوطن حتى في أصعب الأوقات، إلى جانب مساهمته الكبيرة في مجالات الأدب والتعليم والنضال الجماهيري على مدى عقود طويلة".
وُلِد حنا أبو حنا عام 1928 في قرية الرينة بالقرب من الناصرة. درس في الكلية العربية في القدس من عام 1943 إلى عام 1947 ونشر قصائد ونثراً في مجلات القدس وحيفا وبيروت. في عام 1947 حصل على منحة للدراسة في المملكة المتحدة، ولكن بعد احتلال الناصرة عام 1948 تم إلغاء البرنامج فواصل التدريس في مدرسة الناصرة الثانوية.
وبسبب نشاطه السياسي تم فصل أبو حنا من سلك التعليم، ويزعم البعض أن فصله كان تعسفياً، مما دفعه إلى ممارسة النشاط السياسي في إطار الحزب الشيوعي. شارك في تحرير صحيفة "الاتحاد" والمجلة الثقافية "الجديد"، كما كان أحد منظمي المهرجانات الشعرية في القرى والتجمعات العربية، حيث عمل على رعاية جيل جديد من المبدعين الشباب.
عضو في العديد من الهيئات الثقافية على المستوى المحلي والوطني
في مايو 1958، تم وضع أبو حنا تحت الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر وسجن في عدة سجون في إسرائيل. وبعد إطلاق سراحه عاد للتدريس في المدرسة الثانوية العربية الأرثوذكسية في حيفا، حيث عمل مديراً لها من عام 1974 حتى تقاعده في عام 1987. ثم حاضر في كلية إعداد المعلمين العرب في حيفا حتى عام 1995، وفي قسم اللغة والأدب العربي في جامعة حيفا.
كما عمل أبو حنا مستشاراً للجنة برامج دراسة اللغة العربية في وزارة التربية والتعليم، وشارك في إدخال الأعمال الأدبية الفلسطينية في المناهج الدراسية في المدارس العربية. بالإضافة إلى ذلك كان عضواً في العديد من الهيئات الثقافية على المستوى المحلي والوطني.

أعظم الكتاب والشعراء
ويعتبر حنا أبو حنا مرشداً لأجيال من الشعراء والكتاب الفلسطينيين، الذين تعلموا منه كيفية الحفاظ على هويتهم الثقافية والتعبير عن احتجاجهم ضد محاولات القمع والنسيان. قال عنه الشاعر محمود درويش: "حنا أبو حنا علمنا الارتباط بأرض الشعر".
تميزت أعماله بالتجدد الدائم، واللغة الغنية والفريدة، والقدرة على الجمع بين التقليد وروح العصر. وحتى في شيخوخته، استمر في المشاركة في الأنشطة العامة، وفي المظاهرات من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، وفي الأمسيات الشعرية والثقافية.
نال أبو حنا خلال حياته العديد من الجوائز والأوسمة، منها "وسام القدس للإبداع الأدبي" (1991)، و"جائزة فلسطين للسيرة الذاتية" (1999)، و"جائزة سلام بلدية حيفا" عام 1997 عن كتابه "حلقة السحاب"، و"جائزة محمود درويش للحرية والإبداع" (2013)، و"جائزة القدس عاصمة الثقافة العربية" (2015).
توفي الفنان هناء أبو هنا بسلام عن عمر يناهز 93 عاماً في مسقط رأسه حيفا يوم 2 فبراير 2. وحضر جنازته مئات من الشخصيات العامة والمثقفين ورجال الدين وعدد كبير من المواطنين. تم دفنه في المقبرة البروتستانتية في كفار سمير، حيفا.
شكرا لك سمر على المقال صباح الخير اسرائيل.