لقد مر عام تقريبًا منذ ذلك السبت الأسود، مجزرة 7 أكتوبر - مجزرة سمحات توراة - وما زالت رياح الحرب الرهيبة تهب على أبوابنا. ما هو اليوم وكيف يمكننا التغلب على الأحداث الصعبة التي حدثت لنا وللبلد - لم يكن أحد يعلم. ولكن ربما يمكننا استخدام تعاليم فيكتور فرانكل "الإنسان يبحث عن المعنى".
ويوضح فرانكل في كتابه أنه من الممكن أن التجربة الوجودية المؤثرة التي عاشها هو نفسه، إلى جانب كثيرين آخرين في معسكر الإبادة، كشفت فيه عن رؤى وطرق جديدة للتعامل مع الشر، بل وسمحت له بالنظر مباشرة إلى أعمق الأمور. تجارب الحزن والخسارة.
الأفق المتفائل قد يتنبأ بما يلي
الآن تشايا، نقف على بداية عام جديد، حيث سيكون علينا أن نتعامل مع زيونة هذا العام في احتفال عائلي أو ربما حتى في يوم فرح. فيما يتعلق بالوضع السياسي والاجتماعي والشخصي الصعب - يجب علينا أن نضيف إلى تعاليم فرانكل، التي يمكن من خلالها أن نفهم أنه لا يمكننا القيام بذلك بسهولة أكبر إلا بمساعدة أفق متفائل، والذي قد يتنبأ بل ويحقق المستقبل.
"التفكير السلبي مقابل التفكير الإيجابي"
أفضل ما يفسر جوهر "الأفق المتفائل" هذه الأيام هو الفتاة الصغيرة سيرين كمال من الصف السابع الثالث التي تدرس في المدرسة الثانوية في مدرسة "كفتان حلبي" دالية الكرمل (بالعربية: داليا كرمل، وبالضبط). الترجمة: دالية الكرمل).
وتحدثت سيرين ضمن "مسابقة المتحدثين الشباب" نيابة عن نادي "الروتاري"، والتي تم فيها تكييف المواضيع هذا العام مع الوضع الذي تعيشه دولة إسرائيل، مشيرة إلى ما حدث يوم 7 أكتوبر.
الفائزة في هذه المسابقة سيرين كمال قدمت الخطاب بطريقة احترافية وأبدت قدرة على التحمل والتحكم. وركزت كلمات سيرين على خطاب كان موضوعه الرئيسي هو "التفكير السلبي مقابل التفكير الإيجابي".
تمكين المرأة ► شاهد
"حدد الأهداف - بدءًا من الغد.
كن إيجابيا - وكن سعيدا.
أفق متفائل في انتظارك
لأن العالم جميل جداً. "
على المدى الطويل، يؤدي التفكير السلبي المطول إلى نظرة تشاؤمية للحياة ويجلب معها عمليات الاكتئاب واليأس.
وهذا يؤثر على المستوى الجسدي والعاطفي والمعرفي والعقلي ومن ثم ينخفض الشعور بقيمة الذات، وتتضاءل الصورة الشخصية ويصبح السلوك سيئاً. ومن ناحية أخرى، بالنسبة للعقل البشري، فإن التفكير الإيجابي يشبه ضوء الشمس. يجعلك تشعر بالارتياح ويساعدك على التعامل مع الأمور الصعبة. التفكير الإيجابي لا يؤدي إلى تجاهل المشكلات، بل يجلب القدرة على التعامل معها مصحوبة بموقف "أنا قادر، أنا قادر"، وهو الموقف الذي يساعد على تعزيز المرونة في مواجهة التحديات.
"على حافة الشوكة" - مكانة المرأة الدرزية
بنظرة سريعة (غير انتقادية أو حكمية) يمكننا أن نفهم شيئاً عن وضع المرأة في المجتمع الدرزي: المجتمع الدرزي مجتمع أبوي – تقليدي. وحتى وقت قريب، كان الأب هو رب الأسرة، وله السلطة وهو المسؤول عن توزيع الموارد الاقتصادية. لكن اليوم حدث تغير في مكانة الفرد في الأسرة والمجتمع. حدثت هذه العملية في أعقاب تعرض أبناء وبنات الجيل الأصغر للمجتمع الإسرائيلي، وخاصة في الخدمة العسكرية و/أو الخدمة الوطنية، عندما تم تعريفهم بأسلوب حياة مختلف تمامًا، مما أدى إلى تغيير وجهات نظرهم وارتباطهم بالوطن. العشائر.
في الوقت نفسه، لا تزال مكانة معظم النساء في العائلة الدرزية أدنى من مكانة الرجل، لكنها تزداد قوة مع تقدمهن في دورة الحياة الأسرية.
حتى وقت قريب، كان من المعتاد أن تكون النساء مطالبات بارتداء ملابس محتشمة، والقيام بالأعمال المنزلية، ورعاية الأطفال بإخلاص، وتجنب الاتصال بالرجال الأجانب. ولم يحدث التغيير الأساسي إلا في العقدين الأخيرين. اليوم أصبح هذا الوضع أكثر اعتدالا: يمكن للنساء (غير المتدينات) قيادة السيارة وحتى الخروج إلى الأماكن العامة لأغراض الترفيه، حتى بدون مرافقة رجل.
سيرين كمال - "التفاحة التي سقطت بجانب الشجرة"
ولن يكون مفاجئاً أن تكون الفتاة سيرين هي التي تحمل "راية التفكير الإيجابي" - لأن "التفاحة سقطت بجوار الشجرة". سيرين هي الابنة الصغرى للمحامية سوسن كمال التي تعتبر نموذجاً لأبنائها ونموذجاً لتمكين المرأة لأصدقائها وأحبائها في دالية الكرمل.
"تمكين المرأة" هو عملية تقوم بها المرأة لإعادة تعريف أدوار الجنسين بطريقة تسمح لها باختيار الخيارات التي كانت مغلقة أمامها في السابق. عندما تعتبر المرأة "متمكنة"، فإن ذلك يعني أن وضعها في الماضي كان سيئًا نسبيًا في توزيع السلطة - وبمساعدة بعض الإجراءات كانت قادرة على "كسر السقف الزجاجي" والتقدم إلى المكانة "متساويون بين متساوين".
التمكين المستدام – خيارات متعددة للنساء
ويشير التمكين الاقتصادي للمرأة إلى قدرتها على التمتع بحقها في السيطرة والاستفادة من الموارد والأصول والدخل، فضلا عن القدرة على إدارة المخاطر وبالتالي تحسين وضعها الاقتصادي ورفاهها العام. وكما نعلم، فإن تمكين المرأة يعمل على تحسين نوعية وكمية الموارد البشرية المتاحة للجمهور، علاوة على ذلك، عند الإشارة إلى حقوق الإنسان، فإن موضوع "تمكين المرأة" هو أحد المواضيع الرئيسية التي ينبغي أن تنمو وتتطور.
يجب أن يتضمن التمكين المستدام فرصًا متعددة للنساء للعمل وقيادة التغيير بمفردهن. وبدون المساواة الحقيقية بين الجنسين، في الفرص المتاحة في مجالات متنوعة ومختلفة - لا يمكن للمجتمع أن يكون عادلاً ولا يمكن أن يحدث فيه تغيير اجتماعي على الإطلاق.
ثلاث نساء قويات
على قمة جبل الكرمل، في قريتي عسافيا ودالية الكرمل، تعيش ثلاث نساء، سيتمكنن هذه المرة من تمثيل التقدم، وهبوب الرياح الحالية، والقدرة على "اختراق السقف الزجاجي" في الحياة. مكانة المرأة في المجتمع الدرزي.
دعونا نتعمق قليلاً في حياة المحامية وكاتبة العدل سوسن كمال، والفنانة سماح عوض صاحبة جاليري "سماح"، ومياسا حلبي صاحبة محل ومطعم "أجبان مياسا".
سوسن كمال - محامي وكاتب عدل
مكتب أمير وأسامة وسوزان كمال للمحاماة هو مكتب من ثلاثة أشقاء يعملون في "مهنة الأسرة: المحاماة". وغني عن القول أن هناك العديد من المحامين في عائلة كمال... أكثر بكثير من أي عائلة أخرى.
تتكون عائلة سوسن من خمس أخوات وشقيقين. سوزان وشقيقاها أمير وأسامة محامون أيضًا، والثلاثة لديهم مكتب مشترك. سوزان متخصصة في قانون العمل والأحوال الشخصية والميراث والوصايا والوصايا - المحامي أمير متخصص في القانون العقاري وشقيقها الثاني المحامي أسامة يتعامل مع الأضرار وأمور التأمين الوطني. حتى أخواتها الأربع "لا يقتلن العصي"، إذ يعملن في التدريس: رياض الأطفال ومعلمات التربية الخاصة أيضًا.
كما هو الحال في كل الأمور، فإن أمر التعليم بشكل عام وأهميته بشكل خاص يبدأ من المنزل... والد سوزان أنهى الصف الثاني عشر بل وكان يطمح إلى مواصلة دراسته، لكن في نفس الوقت توفي والده واضطر للخروج إلى العمل والعمل كمصلح المباني والدهانات. تزوج والدته وعمره 21 عامًا - وعندما ولد الأطفال، قرر الاثنان أن التربية على القيم والدراسات العليا تأتي قبل أي شيء وكل شيء.
سوسن (مواليد 74) تصف طفولتها السعيدة في دالية الكرمل، وتحكي عن ألعاب الفناء مع صديقاتها، في وقت لم يكن هناك تلفزيونات وهواتف محمولة على الإطلاق.
طالب موهوب ومتفوق
كانت فتاة منضبطة ومهذبة، وطالبة موهوبة ومتفوقة. ولهذا السبب واصلت دراستها في المدرسة الثانوية العربية الأرثوذكسية في حيفا، والتي تُصنف كواحدة من أفضل عشر مدارس ثانوية في إسرائيل والأكثر تميزًا في حيفا. وتقترب نسبة خريجي "الثانوية الأرثوذكسية" الذين يحق لهم الحصول على شهادة الثانوية العامة من مئة بالمئة، ومتوسط درجات الكثير منهم في امتحانات البجروت 96.
بعد تخرجها من المدرسة الثانوية، درست سوزان في حيفا في الكلية الأكاديمية العربية للتربية، وهي مؤسسة أكاديمية لتدريب المعلمين. عملت لمدة 10 سنوات تقريبًا معلمة لغة إنجليزية ودرّست في عسفيا ودالية الكرمل. أدت الرغبة في الاختراق إلى حقيقة أنها جمعت بين دراساتها في القانون أثناء التدريس.
ومن الناحية العملية، كان والد أسرتها هو المبادر الرئيسي لجميع أبنائه للذهاب والدراسة، وخاصة الدراسات الأكاديمية. وحدث أن ثلاثة منهم أصبحوا محامين. درست سوزان وأمير القانون معًا في الفصل الدراسي الأولكلية نتانيا الأكاديمية ودرس هناك أخوهم أسامة بعدهم لفترة قصيرة.
سوسن كناشطة اجتماعية
وكانت في الماضي ناشطة في "جمعية التسامح" التي تهدف إلى تشجيع وتعزيز التسامح المتبادل بين المواطنين الإسرائيليين على اختلاف طوائفهم وأديانهم وأحزابهم - وكذلك في "نادي الروتاري". لقد لعبت دورًا أساسيًا في تحقيق الحلم الذي تم نسجه وتحقق: مشروع "الحياة المشتركة بلغة الإشارة". وفي نشاطه الفعلي، الذي يجري خلف الكواليس، استمتع أهل عالم الصمت بجولة درزية رائعة ومثيرة.
وفي يوم الاثنين 13/6/22، تحقق حلم يوضح مفهوم "التعايش" من خلال الأخوة والسلام، وهو المفهوم الذي تم استبداله بتعبير أكثر دقة: "الحياة المشتركة". تعاون رائع مع "نادي روتاري الكرمل الداليت" برئاسة الدكتور أمل كمال، أدى إلى يوم جولة درزية ملكية، بالاشتراك مع أهل عالم الصمت، "بيت بورلا AHA حيفا".
بعد موعدين مؤجلين، بفضل إصرار مبهر وتمسك بالهدف، بتوجيهات الدكتور المحامي. جولة ملكية وضيافة درزية راقية، تمت بشكل رائع.
افراد عائلة سوسن وأمل كمال
يقع مكتب الأخوين سوسن، أمير وأسامة، في جادة باليم، بجوار مبنى المحكمة في حيفا، ولكن لديهم مكتب آخر أكبر في دالية الكرمل، والذي يضم اليوم متدربتين (أنثى!) - مما يدل على ذلك. التقدم الكبير الذي شهدته مكانة المرأة في المجتمع علاوة على ذلك، يمكن القول أن سوزان كانت من أوائل من أحدثوا طفرة في هذا المجال.
سوسن تزوجت من محامٍ هو أمل كمال. بالمناسبة، طوال حياتهما، يعمل الاثنان في مكاتب مختلفة ومنفصلة. الدكتور إميل والمحامي سوزان لديهما 3 أطفال، ماهر عيلام لطيف وطويل ووسيم، وهو صبي من ذوي الاحتياجات الخاصة أنهى دراسته مؤخرًا في قسم الإعلام يقود سيارته وسيخدم في "خدمته الوطنية" في سكرتارية المحكمة الإقليمية في حيفا.
الابنة لوزان - شابة طويلة وجميلة، طالبة في الصف الثاني عشر في تخصص السايبر في ثانوية دالية الكرمل وشقيقتها الصغرى سيرين - هي التي في عينيها شرارة الحكمة، تدرس في المدرسة الإعدادية وتفتخر بالحصول على جائزة المركز الأول في مسابقة "الخطيب الشاب".
"سهم المرأة" قدوة ونموذج للنجاح
تواجه العديد من العقبات تمكين المرأة، بعضها متأصل في الأعراف الثقافية. كما أن الكثير من النساء يشعرن بضغوط مختلفة، لا يشعر بها الرجل ولا يشعر بها على الإطلاق. في كثير من الأحيان هم الأشخاص الذين يخشون تغيير وضع المرأة، لأنهم يعرفون أن تمكين المرأة له آثار إيجابية (اقتصادية في المقام الأول) - وبالتالي يستمرون في السماح للأعراف الاجتماعية بالتدخل في تحقيق هذا التمكين.
تدعي سوسن وتوضح أن نساء داليت الكرمل وأوسافيا – قادرات بالفعل على أن تكون بمثابة “سهام النساء” اللاتي يشكلن نموذجًا يحتذى به ونموذجًا للنجاح. وذلك بفضل موقع سكنهم القريب من تحديث مدينة حيفا. في رأيها، بفضل القرب من الجزء الشمالي، يتطور التقدم الثقافي، والذي يتحقق أيضا في الأعمال التجارية والملابس والتعليم ومكانة المرأة.
مياسا حلبي - ابتسامة مشرقة وعيون لطيفة
كل من ينظر إلى مياسا حلافي يرى أولاً ابتسامتها المشرقة وعينيها اللطيفتين. مياسا، المرأة البالغة من العمر 38 عامًا والتي تبدو وكأنها مراهقة، أم لثلاثة أطفال: شاب يبلغ من العمر 18 عامًا، وعمره 13 عامًا، وطفل صغير يبلغ من العمر شهرين تقريبًا.
وهي اليوم مالكة "بيت الجبن مياسا" الواقع في عسفيا (العربية: عسفيا، نطق خاطئ شائع: عسفيا) في جبل الكرمل. يمر الطريق المؤدي إلى Meona عبر شوارع القرية حتى تصل إلى منزلها والمطعم الفسيح الذي يقدم وجبات إفطار شهية إلى جانب إطلالة رائعة على الريف.
بمساعدة "القوى الخارقة" والحدس الأنثوي - "إعادة حساب الطريق"
ولدت مياسا في عسافيا لأب يعمل صانع أقفال في "دشنيش" (تم إنشاء مصنع شركة "دشنيش" بجوار المصافي في حيفا لاستخدام مخلفات المصافي لإنتاج الأسمدة)، وأم ربة منزل ولديها شقيقتان وشقيقان. وتصف "الطفولة الممتعة" بالحب الهائل من والدتها التي كانت تطبخ وتقدم أطباقًا لذيذة وشهية للجميع كل يوم.
أكملت مياسا 12 عامًا من الدراسة وحصلت على درجات شهادة الثانوية العامة التي سمحت لها بالقبول في جامعة حيفا. ومع ذلك، "قبل دقيقة واحدة من بدء الدراسة"، جلست مترددة واعتقدت أنه مع الشهادة الأكاديمية التي طال انتظارها - من المحتمل أن تنخرط في التدريس ... أو بعد ذلك "بمساعدة القوى العظمى" - فعلت "إعادة حساب الطريق" ثم قررت!
وبقوة داخلية هائلة، قررت أن مسار حياتها سيكون فقط "في المجال الذي تحبه حقًا والذي تستمتع به!". وبهذا القرار الحازم، تم قبولها للدراسة في "Dan Gourmet"، وحصلت على شهادة الطبخ من النوع 1+2. وبصحبة هذه الشهادات، تخصصت وعملت في مطاعم مختلفة، بما في ذلك مطاعم في جيجور وعكا وفي مطبخ التخنيون وفي مطاعم دالية الكرمل.
"الأفضل مشتق من الأسوأ"
تزوجت مياسا من أيمن حلافي، الذي يخدم في يلتام، وهي وحدة المهام تحت الماء في الواقع، وهي وحدة في البحرية الإسرائيلية مصممة لمهام الغوص الاحترافية والتخريب والتخلص من القنابل البحرية، والعديد منها يوقع عليها بشكل دائم عدة سنوات في الوحدة.
ولهذا السبب، وجدت مياسا نفسها في مراحل عديدة من حياتها تتخذ العديد من القرارات بنفسها. ومع ذلك، عندما أصيب والدها بمرض خطير عن عمر يناهز 48 عامًا، تقاعد مبكرًا واشترى بقرتين ترعيان في ساحة القرية.
أما مياسا - "الجرأة أصبحت حلوة". منذ حوالي 5 سنوات، عندما تناولت العشاء مع والدها وانشغاله بحليب الأبقار الجديدة في فناء منزله، خطرت في رأسها فكرة: هناك نقص في المعرفة عن المرأة (جبن وهو اختصاص صانعي الجبن من حليب الأم) وفي مطاعم الألبان!
وباستخدام حليب الأبقار الذي رباه والدها من ياسا حلبي، بدأت في عقد ورش عمل حيث علمت جيرانها كيفية صنع الجبن محلي الصنع عالي الجودة، ثم أعدت لهم وجبة الإفطار. مرة تلو الأخرى، أثنت النساء المشاركات في ورش العمل على طعامها واقترحن عليها تقديم وجبات الإفطار لعامة الناس أيضًا، وليس مجرد القدوم إليها لحضور ورش العمل. استمعت لهم مياسا وبدأت في التخطيط للمطعم الجديد الذي ستفتتحه وتقدم فيه وجبة الإفطار.
وغني عن القول أنها استشارت أقاربها وأصدقائها وحاولوا جميعاً إقناعها بأن الفكرة ستقودها إلى الفشل. رغم كل الصعاب، قررت إحدى الجارات افتتاح مطعم صغير في ساحة منزلها المطلة على جبال الكرمل، وتقديم وجبة الإفطار المتقنة التي تعدها هناك. قرارها نابع من علمها بعدم وجود مطاعم ألبان، وبحسب رأيها فإن نقص السوق هو ما سيحقق لها النجاح.
بدون أي تمويل مصرفي، ولكن بأموال الأسرة فقط - بدأت مياسا من مطبخ منزلها، ومع عدد صغير من الطاولات بدأت في تشغيل المنطقة، بل وفتحت المكان لعامة الناس.
قصة نجاح امرأة بدأت صغيرة ولم تستسلم أبداً
تم افتتاح مطعم "Miasa's Cheeses" في عام 2017 بعد أن قررت مشاركة طرقها الخاصة في صنع الجبن والطعام مع رواد المطعم. اليوم يمكنك أن تجد في مطعمها مجموعة متنوعة من وجبات الإفطار الفاخرة، والتي يتم إعدادها جميعها على الفور من مكونات طبيعية وعالية الجودة.
يتم تقديم وجبات الإفطار مع الخبز الطازج الذي خرج للتو من الفرن وتجمع التجربة بأكملها بطريقة غير عادية مع المنظر الرعوي والأخضر لجبال الكرمل وتخلق جوًا فريدًا وجذابًا. وغني عن القول أنه، من بين أمور أخرى، هناك أيضًا حلويات غنية يتم إعدادها على الفور يدويًا بواسطة موظفي المكان.
مياسا تريد أن تقول لجميع نساء العالم أنه إذا كان لديك حلم، طارديه. في نسختها، الشيء الرئيسي هو أن تبدأ، لأن البدء هو بالفعل نصف الطريق. وتؤكد أن الإيمان بنفسك هو أهم شيء، خاصة على الرغم من أن الكثير من الناس أخبروها أن فكرتها ليست جيدة وأنها لن تنجح. وبالفعل، كانت لديها كل الأسباب في العالم لعدم افتتاح هذا المطعم، بل وحاول الكثيرون إقناعها بـ"التخلي عن الفكرة"... ولكنهم الآن يرونها على قيد الحياة!
تلخص مياسا قوتها ونجاحها في الجملة: "في هذه الأيام، لا يوجد شيء أكثر إرضاءً من رؤية زبائني يأكلون ويستمتعون، وخاصة عندما يعودون إلي ويرسلون لي رسائل وإطراءات".
"سماح" - جاليري واستوديو سماح عوض
سماح عوض من مواليد دالية الكرمل (1967)، وهي أم لثلاثة أطفال وجدة لثلاث حفيدات. هي معلمة فنون وخبيرة في مجال "رواد الأعمال الشباب" في وزارة التربية والتعليم، خريجة (جامعة حيفا) حاصلة على درجة البكالوريوس في دراسات الشرق الأوسط ودراسات إسرائيل والتحويل إلى التربية الخاصة، ومدربة معتمدة. نيابة عن وزارة التربية والتعليم في الفنون الإبداعية.
شاركت سماح وقدمت أعمالها في العديد من المعارض في إسرائيل والخارج (في الأردن وأذربيجان) وهي الآن تدير "معرض واستوديو سماح للفنون" الذي يقع في مبنى منى.
منذ الطفولة - الرغبة في الإبداع من لا شيء
تحكي سماح عن طفولتها السعيدة مع صديقاتها في ساحات القرية. في ذلك الوقت، شعرت بالفعل بالرغبة في خلق شيء ما من لا شيء، ولكن الوضع في منزل طفولتها جعل من المستحيل شراء المواد اللازمة للأعمال الحرفية والترفيه. كانت والدتها تعمل في الخياطة ووالدها في البستنة... ومن هنا كانت المسافة قصيرة للوصول إلى المواد التي تسمى الآن "المواد المعاد تدويرها" والتطلع إلى "بيئة خضراء".
جمعت الطفلة بقايا قطع القماش والأزرار والزجاجات والصناديق وقطع الكرتون التي ألصقتها ورسمتها ورسمت بها وابتكرت بها أعمالها الأولية.
افراد عائلة عوض
في سن 18 عامًا، مباشرة بعد تخرجها من المدرسة الثانوية في دالية الكرمل، تزوجت من رجل عسكري دائم فهم على الفور شغفها المتأصل بالإبداع. وهو الذي دفعها للتركيز على الجانب الفني لديها، وخرجا معه لشراء المواد الإبداعية في محلات «المدينة الكبيرة» حيفا.
ما يميز أعمال سماح هو التركيز على نحت أشكال وموضوعات متنوعة مصنوعة من عجينة الورق بالاعتماد على إعادة التدوير من مواد مختلفة، وجميعها ترتكز على مبادئ البيئة الخضراء. إنها تصنع المفروشات الجدارية والمفروشات من الورق المعجن، وهي لوحات أكريليك تركز موضوعاتها على القصص الاجتماعية والنسائية. كما أنها تصنع منحوتات للحديقة مصنوعة من الأسمنت.
إضافة إلى ذلك فإن سماح وزوجها لديهما ثلاثة أطفال: آنا 38 سنة، معلمة تربية رياضية ولديها ثلاث بنات، أمير 31 سنة، عيلام تشين من ذوي الاحتياجات الخاصة، التحقت بمدرسة ليو الثانوية. في فئة الإعلام وحتى خدم في الخدمة الوطنية في KPFH في دالية الكرمل - وبن زكونم: تومر، 16 عامًا، يدرس في المدرسة الثانوية الحضرية الثالثة في حيفا.
من خلال الفن نخلق الروابط ونأمل بمستقبل جيد
منزل سماح مكان سحري يقع في حديقة معتنى بها جيدًا، تمامًا كما في القصص الخيالية، وهو جزء لا يتجزأ من أعمال صاحب المكان. يؤدي المدخل الجانبي إلى المعرض نفسه وإلى الاستوديو (دالية الكرمل، اتجه يمينًا إلى أعلى الطريق من متجر "Dahlia Crackers").
ساماتش، بالإضافة إلى كونها امرأة لطيفة، فهي أيضًا فنانة موهوبة للغاية تبدع بمواد مختلفة وتدير أيضًا الاستوديو الذي يعمل على رفع مستوى الوعي لدى طلاب مدارس الفن والجماليات، من خلال الأنشطة التعليمية والتعليمية - و وذلك بفضل زيارات طلاب المدرسة للأستوديو والمعرض. وبحسب ساماخ: "من خلال الفن نخلق روابط ومجتمعًا يحمل الأمل بمستقبل أفضل".
ويطبق ويعيش المثل القائل "ليس هناك ما يقف أمام الإرادة".
في الاستوديو، تقوم سماح بتعليم مبادئ وتقنيات صناعة الورق المعجن، بدءًا من تحضير اللب وحتى التشطيب والتلوين. يمكن لزوار ورشة العمل إنشاء أشكال وحيوانات وطيور وأوعية والعديد من الأشكال المختلفة الأخرى. في استوديو ساماتش، يجب عجن عجينة الورق، التي تتكون من رقائق الورق وغراء ورق الحائط والغراء الأبيض، وتلمسها، وبالتالي فإن العمل في ورشتها يتم بدون قفازات.
في الواقع، يعتبر لب الورق مادة ذات قيمة عاطفية وتعليمية، لأن مبدعي هذه المادة يدربون أنفسهم على مشاعر الصبر وممارسة الخيال والإبداع. استوديو ساماخ عالم سحري ومميز من الألوان والأشكال يجلب متعة كبيرة لكل من يزوره.
في المعرض نفسه - هناك لوحات سماح ذات طابع ساذج، وبالنظرة المتأنية يمكنك أن ترى أنها مليئة بالأفكار وحتى الانتقادات حول المجتمع الذي تعيش فيه.
ترتبط سماح ارتباطًا وثيقًا بأسرتها وبيئتها المحيطة، وهو ارتباط واضح جدًا في أعمالها. غالبًا ما ترسم مشاهد عائلية بالإضافة إلى شخصيات النساء، مع التركيز على مشاعرهن الداخلية. وأحياناً تصبح هذه المشاعر الشديدة دوائر، وتنطلق كالرصاص من قلبها وروحها.
تقول سماح إن لديها دافعًا داخليًا للإبداع، ولذلك عندما تحلم وتسأل وتتحدث عن الأشياء التي تريد أن تتحقق - فإن ذلك يكون من باب الثقة المطلقة. ووفقا لها، فإنها تطبق المثل القائل: "ليس هناك شيء يقف أمام الإرادة".
ثلاث نساء تنطبق عليهن تعريفات بوفوار
قالت سيمون دي بوفوار، الفيلسوفة والكاتبة الفرنسية، "إن المرأة لا تولد امرأة، بل تصبح امرأة" ومن هذا يمكننا أن نستنتج أن المرأة القوية هي التي تثق في نفسها، في أنوثتها، في نفسها. المهارات والقدرة على المناورة بين أدوارها المختلفة خلال حياتها.
بل إن بوفوار أضافت وقالت إن الأنوثة ليست جوهرية أو طبيعية، بل هي مكتسبة على مر السنين، وفقا لأنماط المجتمع والثقافة والاقتصاد الذي نعيش فيه. أي أن المرأة نفسها، بحسب ديدا، هي التي تحدد جوهرها "وفقا لطريقتها الخاصة في التعامل مع الطبيعة من حولها".
مما لا شك فيه أن النساء الثلاث في هذا المقال يمثلن ويستجيبن لكل من تعريفات بوفوار وقدرة تمكين المرأة في المجتمع الإسرائيلي بشكل عام والمجتمع الدرزي بشكل خاص. بارك الله فينا، وحتى في العام المقبل سنلتقي بالمزيد من النساء مثل سوسن ومياسا وسماح - وسيكون لدينا أيضًا عام جيد، عام جيد. عام من انتهاء الاستقطاب وانتهاء الحرب والفوضى وعودة البنات والشباب إلى حدودهم. آمين - فليكن.
بالنسبة للنساء في إسرائيل، يجب فصل الدين عن الدولة! بحسب أور والحاخام السابق يارون يدان