(حاي پو) - التعليق - في الأيام الأخيرة، وكنتيجة مباشرة للإنجازات المذهلة التي حققتها الحرب، تمر دولة إسرائيل، وستستمر، بتغيرات بدأت تعيد إملاء قواعد اللعبة السياسية. في قلب التغيير هذا الأسبوع هناك شخصيتان رئيسيتان: بنيامين نتنياهو وجدعون ساعر. وبينما يعود ساعر تدريجياً إلى الائتلاف بعد خلاف صاخب مع الليكود ونتنياهو، فإن السؤال الكبير هو لماذا يحتاج نتنياهو إليه الآن. ويتعلق الأمر بتغييرات أوسع في الساحة السياسية والاقتصادية والسياسية في إسرائيل، وأيضا بصفقة عودة المختطفين.
أزمة جدعون ساعر السياسية: خطوة ضرورية للبقاء
غادر جدعون ساعر الليكود بصفقة باب وأسس حزب تكفا أمل جديد، الذي اندمج لاحقا مع يمين الدولة، لكن اليوم ساعر يناضل من أجل الحفاظ على مكانته في صناديق الاقتراع، ومستقبله السياسي في انتظاره. شك.
إن وصول ساعر إلى الحكومة من دون اتفاق مسبق على المنصب يبدو بمثابة خطوة للبقاء السياسي. ويدرك ساعر جيداً أنه إذا لم ينضم إلى الائتلاف الآن، فقد لا يحصل على فرصة أخرى للتأثير على الأجندة الوطنية. ولكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو لماذا يحتاج نتنياهو، الزعيم ذو الخبرة، إليه.
لماذا يسحب نتنياهو ساعار مرة أخرى إلى الائتلاف؟
نتنياهو، مثل أي زعيم سياسي متمرس، لا يتصرف انطلاقا من المصالح الشخصية وحدها. وفي الوضع الحالي، تقف إسرائيل على وشك التوصل إلى تسوية سياسية واسعة النطاق في الشرق الأوسط. إن هدف نتنياهو السياسي واضح: التوصل إلى اتفاق يشمل السعودية والأردن، وربما لبنان، بعد القضاء على حزب الله. إن بناء ائتلاف مستقر و"عاقل" قادر على مواجهة التحديات السياسية والدولية هو هدف أساسي بالنسبة له.
جيراننا في العالم العربي، وكذلك شركاؤنا في الولايات المتحدة وأوروبا، يرون هذا التحرك السياسي وهذه إشارة لهم، بأن الحملة العسكرية تقترب من نهايتها، بعد عام طويل وصعب لا يطاق، استنفدته. معظم اللاعبين في الشرق الأوسط.
ائتلاف نتنياهو الحالي: عقبة أمام التوصل إلى اتفاق سياسي
يتألف ائتلاف نتنياهو الحالي من شركاء سياسيين مثل إيتامار بن جابر وبتسلئيل سموتريش، اللذين يتخذان خطاً سياسياً متشدداً ومتشدداً. ويشكل هؤلاء الشركاء عقبة أمام أي محاولة للتوصل إلى تسوية سياسية. ويتخذ سموتريتش وبن جفير مواقف متشددة تتعارض مع طموحات نتنياهو السياسية، خاصة عندما يتعلق الأمر بعودة الأسرى والمستوطنات مع الفلسطينيين والعالم العربي. إن التصريحات مثل تجديد الاستيطان في قطاع غزة والصعود المتحدي إلى جبل الهيكل هي أفعال تشكل "ورقة حمراء" أمام الشركاء المحتملين في العالم العربي، بما في ذلك المعتدلين المهتمين بالتسوية مع إسرائيل. .
لذلك، ومن أجل تحرير نفسه من الضغوط السياسية التي يمارسونها، يجب على نتنياهو توسيع الائتلاف ليشمل شخصيات معتدلة ذات خط تفكير سياسي أكثر عقلانية، مثل ساعر.
ضرورة التنازلات السياسية وعواقبها السياسية
إن التوصل إلى اتفاق سياسي في الشرق الأوسط، وخاصة ذلك الذي يتضمن إطلاق سراح الرهائن، وربما أيضاً التوصل إلى اتفاقات مع حماس وخلفائها في غزة، سوف يتطلب من إسرائيل تقديم تنازلات مؤلمة. ومن بين التنازلات المهمة التي قد تكون على جدول الأعمال إطلاق سراح آلاف الإرهابيين. وفي الوضع الحالي، وفي ظل وجود حكومة مكونة من عناصر متشددة متطرفة، فمن الصعب أن نرى وضعاً يتم فيه تقديم مثل هذا التنازل بشكل سلمي. ولذلك يحتاج نتنياهو إلى شركاء جدد أكثر اعتدالا يمكنهم دعمه في تحركاته السياسية.
الوضع الاقتصادي الصعب: الضغط لوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق
إن الحرب الطويلة والنفقات الباهظة التي تتكبدها إسرائيل نتيجة لذلك تضع ضغوطا إضافية على نتنياهو للتوصل إلى تسوية. وتصل تكاليف الحرب الفلكية إلى نحو مليار شيكل يومياً، وهي مبالغ لم تكن مدرجة في الموازنة. يمكن أن يؤدي وقف الحرب إلى الاستقرار الاقتصادي وفتح أسواق جديدة والتعاون مع دول الخليج والسعودية، مما سيخفف الوضع الاقتصادي وربما يقذفه إلى إنجازات لم تكن موجودة قبل الحرب.
بناء ائتلاف مستقر: ساعر هو الأول فقط على الطريق
إن انضمام ساعر إلى الائتلاف لا يمكن أن يكون إلا خطوة أولى في تغيير أوسع لهيكل الحكومة. وقد يستمر نتنياهو في مغازلة الفصائل الأخرى في الكنيست، بهدف توسيع قاعدة دعمه وبناء ائتلاف مستقر يمكن أن يؤدي إلى اتفاق سياسي واسع النطاق. هذه خطوة معقدة، لكن نتنياهو يدرك جيداً أن من يسيطر على الائتلاف في النهاية هو من سيملي الأجندة السياسية.
حرية العمل السياسي: نتنياهو يريد تحرير نفسه من الضغوط اليمينية
نتنياهو، مثل أي زعيم، لا يحب أن يتعرض لضغوط سياسية متواصلة. الوضع الحالي، الذي يهدد فيه بن جفير وسموتريتش استقرار الائتلاف، لا يسمح لنتنياهو بحرية العمل السياسي. إن إدخال شخصيات معتدلة مثل ساعر وآخرين سيتيح لنتنياهو مجالاً أوسع للمناورة، حيث سيكون قادراً على التصرف بطريقة أكثر استرخاءً للتوصل إلى تسويات سياسية وتحقيق إنجازات مهمة في الشرق الأوسط.
الاتجاه السياسي: نتنياهو يفهم أن الاتفاق أمر لا مفر منه
إن العالم أجمع، وخاصة الولايات المتحدة، يضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تضع حداً للقتال وعودة الأسرى. ويضغط الأمريكيون لإنهاء الحملة قبل الانتخابات الأمريكية التي ستجرى يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024.
ويدرك نتنياهو أن هذا الاتفاق أمر لا مفر منه، وهو يعمل بالفعل على تمهيد الطريق للتحركات السياسية المقبلة. إن إدخال ساعر إلى الحكومة ليس سوى خطوة أولى في رحلة نتنياهو المعقدة نحو الترتيبات التي ستؤثر على دولة إسرائيل لسنوات عديدة قادمة.
هذه هي سارة التي تحتاج إلى سار كمنفض الغبار
وحقيقة أن ساعر يعيش في تل أبيب وليس في الخليل، وأنه علماني وغير متدين، لا تجعله أكثر «اعتدالاً» من بن جابفير وسموتريتز في القضايا المطروحة هنا.
الوصمات والشعارات الجوفاء – متى نتخلص منها؟
لقد تم إضافته إلى الحكومة لكسر تماسك المعارضة، التي في أحسن الأحوال ليس لديها إمكانية لتشكيل حكومة صهيونية.
كم أنت ساذج